کد مطلب:280419 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:204

فرض العقیدة البولیسیة
وضع بولس الذی كان ینتمی إلی طائفة الفریسیین خمیرته داخل الحی النصرانی الذی یقف تحت السقف الیهودی، ولم تكن خمیرة بولس ضارة بالیهود وإنما كانت فی خدمتهم، ثم اتسعت الخمیرة بعد ذلك بفضل المراكز الثقافیة التی كانت فرقة الفریسیون تشرف علیها، وهذه المراكز قامت أعمدتها علی تعالیم الماسونیة، وكان بولس یتردد علی هذه المراكز، [1] وكان یصدر أوامر صارمة إلی تلامیذه بأن یقتدوا به، وأن یعتزلوا كل من یخالفهم وأن ینتبهوا إلی مثیری الانقسامات حول تعالیمه.

وذكر المحققون أن بولس كان نشیطا دائم الحركة ذا قوی لا تكل وذا نفس لا تمل، وكان شدید الذكاء بارع الحیلة قوی الفكر، یدبر الأمور لما یرید، ویسدد السهام لغایاته ومآربه فیصیبها، استطاع أن یحمل أكثر الناس علی نسیان ماضیه وأن یندمجوا فی شخصه حتی یصیر هو كل شئ. وهم لا یستطیعون رد قوله، ولقد خطی بولس خطواته الواسعة مستفیدا من حداثة عهد الناس بالمسیحیة. وبعلاقته بالكهنة والحكام وأصحاب السلطة، وأخذ بولس فی التطواف فی الأقالیم. یقوم بالدعایة ویلقی الخطب. ویكتب الرسائل. حتی أن رسائله كانت هی الرسائل التعلیمیة بما اشتملت علیه من مبادئ فی الاعتقاد وبعض



[ صفحه 199]



الشرائع العملیة. [2] .

وبالنظر فی رسائل بولس لمعرفة منهجه فی نشر دعوته نجده یقول فی رسالة كونوا جمیعا أیها الأخوة مقتدین بی. ولاحظوا الذین یسلكون بحسب القدرة التی ترونها فینا. فإن كثیرین ممن یسلكون بینكم. وقد ذكرتهم بكم مرارا. واذكرهم الآن أیضا، إنما هی أعداء لصلیب المسیح [3] ویقول فی رسالة أخری وقد ضج من الذین تصدوا لتعالیمه أتوسل إلیكم أیها الأخوة. أن تنتبهوا إلی مثیری الانقسامات والعثرات خلافا للتعلیم الذی تعلمتم. وأن تبتعدوا عنهم [4] وفی رسالة یقول أوصیكم أیها الأخوة باسم ربنا یسوع المسیح. إن تعتزلوا عن كل أخ یسلك سلوكا فوضویا لا یوافق التعلیم الذی تلقیتم منا [5] ویبدو أن المعارضین لتعالیمه قد تصدوا لهذه التعالیم فی بدایة الأمر. مما أدی إلی أن یلوح لهم بولس بقبضته الحدیدیة مهددا لهم بالعقاب. یقول فی رسالة من رسائله لی ثقة بكم فی الرب. إنكم لن تعتنقوا رأیا آخر.

وكل من یثیر البلبلة بینكم سیتلقی عقاب ذلك كائنا من كان. [6] .

واستغل بولس علاقته للملوك وأصحاب السلطة فی ضرب المعارضة، فأمر أتباعه بالدخول تحت سقف السلطة وذلك بالدعاء للحكام والخضوع لقانونهم، فی الوقت الذی كان الیهود یخضعون فیه لقانونهم المستمد من الشریعة تحت رعایة الكهنة والشیوخ، قال بولس فی رسائله ذكر المؤمنین أن یخضعوا للحكام والسلطات ویطیعوا



[ صفحه 200]



القانون [7] وقال أطلب قبل كل شئ. أن تقیموا الطلبات الحارة والصلوات والتضرعات والتشكرات لأجل جمیع الناس، ولأجل الملوك وأصحاب السلطة لكی نعیش حیاة مطمئنة هادئة. [8] .


[1] أنظر: كتابنا عقيدة الدجال ط دار الهادي بيروت.

[2] المقارنات / د. محمد الصادقي ص 64.

[3] فليبي 3 / 17 - 18.

[4] روما 16 / 17.

[5] تسالونيكي 3 / 6 - 8.

[6] غلاطية 5 / 10.

[7] تيطس 3 / 1.

[8] ثيموثاوس 2 / 2 - 3.